الثلاثاء، 4 مايو 2010

القضية والمشكلة .. ما الفرق بينهما ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

كثيرا ما نسمع كلمتي قضية ومشكلة تتردد بين الناس إما كمصطلحين بمعنى واحد أو بمعنى مختلف فقد يستخدم البعض لفظ قضية للدلالة على موضوع ذو مدى كبير والمشكلة ذات مدى صغير فنسمع بعض الأشخاص يقولون عند حدوث مشكلة : لا تكبرها ولا تجعلها قضية
فما الفرق بين المشكلة والقضية ؟


المشكلة
هي ظاهرة سلبية تحدث في المجتمعات البشرية كافة ولكن أيا كان نوعها فهي تمثل اضطرابا أو تعويقا لسير الأمور وهذا يولد نوعا من المفارقات بين المستويات المرغوبة من قبل الأفراد في المجتمع وبين الظروف الواقعية وهذا يتطلب من أفراد المجتمع وجماعاته على حد سواء أن يفتشوا عن الوسائل والأساليب الكفيلة بمعالجة المشكلة التي تواجههم

القضية
هي عبارة عن حدث معين في مجتمع ما نتيجة تغيرات طارئة عليه بفعل عوامل خارجية أو عوامل دخيلة وكثير من الأحيان لا يوجد حل منطقي لمثل هذه القضية والسبب الرئيسي يكمن في انقسام الجمهور إلى قسمين قسم موافق لهذه المشكلة ويعتبرها تطور أو تغير أو لغرض في نفسه يتوقع أن يحصل عليه إذا استمرت هذه القضية أما القسم الثاني وهم المعارضين لهذه المشكلة كونها دخيلة وجديدة على المجتمع يرفضون حتى التجربة لأي من الأسباب

أوجه الشبه


تتشابه المشكلة و القضية في النقاط التالية :
- وجودهما مرتبط بالجود الإنساني
- تعتبر تغيرا يحدث بسبب عوامل داخلية أو خارجية في المجتمع الذي تحدث فيه
- تدفع الأفراد الواقعين تحت تأثيرها إلى البحث عن أسبابها و التوصل الى طرق لحلها

إذا ما الفرق بينهما ؟

من حيث مجتمعها
مجتمع المشكلة: يتضمن مجموعة صغيرة نسبيا ذات مدى صغير
مجتمع القضية : يتضمن مجموعة ذات مدى كبير وحدود جغرافية كبيرة

من حيث نوعها
المشكلة : سلبية تقف عائقا امام أفراد المجتمع
القضية : يختلف نوعها باختلاف وجهات النظر إليها فقد يراها البعض ذات تأثير سلبي تعيق المجتمع و البعض الآخر يعتقد بتأثيرها الإيجابي على تقدم المجتمع وتطوره

من حيث أسبابها
المشكلة : قد تكون أسباب إجتماعية مثل : غلاء المهور
أو تكون أسباب طبيعية مثل : السيول
القضية : أسباب اجتماعية مثل : قضية العنف الأسري

من حيث وجودها
المشكلة : تتواجد المشكلات في جميع المجتمعات ولكن تختلف من مجتمع لآخر من حيث نوعها أو حدتها
القضية : لا تتواجد بالضرورة في جميع المجتمعات


نستنتج مما سبق أن كل قضية مشكلة ولكن ليس كل مشكلة قضية فمفهوم القضية أعم وأشمل و إن أخذنا القضية الفلسطينية على سبيل المثال نجد أنها قضية عربية إسلامية تمس المجتمع الإسلامي بأكمله في جميع أنحاء العالم نظرا لوجود المسجد الأقصى فيها وما يتعرض له من أعمال تخريب من قبل الإسرائيلين وما له من مكانه في نفوس المسلمين فهي قضية ذات مدى عالمي وتشمل المجتمع الفلسطيني والمجتمعات الإسلامية ككل ، وتتضمن هذه القضية العديد من المشكلات كمشكلات التعليم والفقر وإنتهاك الحقوق البشرية
اماالمشكلات المتعلقة بالسلطة الفلسطينية مثلا فهي تخص المجتمع الفلسطيني وحده ولا تؤثر بالضرورة على المجتمع العربي والإسلامي فهي ذات مدى صغير وتخص مجتمع محدود ولا تصل إلى حد القضية
....................................

المرجع : الغزوي ، فهمي سليم (2004)، المدخل إلى علم الإجتماع ، دار الشروق ، الأردن ، عمان

هناك 5 تعليقات:

  1. بارك الله فيك وفرج همك... تعبت كثيرا في البحث عن هذا الموضوع..

    ردحذف
  2. شكرا جزيلا على هذا الموضوع

    ردحذف
  3. ليس بالضروري كل قضية مشكلة.

    فالمشكلة ( اختلاف طرفين ).

    ألا مشكلة:
    ( اختلاق طرفين ويطلق عليها مشكلة ويصدقها افراد ثم مجتمع ).

    وكلاهما قد يصبحان قضية يتناولها مجتمع اكبر .

    وهنا يتضح ان القضية لاتتطلب بالضروري مشكلة ومعانات مجتمع.

    فيمكن خلق قضية من لاشي.

    ويمكن التفريق بينهما بالمقايس التالية :

    الزمن :
    متي كانت قضية ومتي إنتهت كقضية.

    العقل :
    متي جعلها قضية ومتي رفضها.

    المحرك:
    هو القادر علي خلق كلاهما واقعا كان ام اختلاق.

    الرابح:
    من المستفيدين كونها قضية او لا.

    شكرا وموضوع هام ومتفرع.

    ردحذف
  4. الدكتور قال نبحث عن كلمه قضيه وكلمه مشكله كل هذا وجدته هنا ششششكراً😍🤗

    ردحذف